الجمعة، 24 فبراير 2012

قصه عظيمه عن التسامح بين ابوبكر وعمر وفوائدها


وقوع شيء من الخلاف كما يقع بين البشر بين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما- فأخطأ أبو بكر في حق عمر ثم ندم أبو بكر، فأراد أن يستسمح من عمر فرفض عمر فذهب أبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- حاسراً ثوبه عن ركبته فما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم- على هذه الحالة قال: (أما صاحبكم فقد غامر) يعني دخل في غمرة الخصومة وقيل سبق بالخير، فسلم أبو بكر على النبي - صلى الله عليه وسلم- وجلس إليه وقص عليه القصة، وقال: كان بيني وبين بن الخطاب شيء من المحاورة والمراجعة والمقاولة والمعاتبة فأسأت إليه، أي فأغضبته، أي أن أبا بكر أغضب عمر، فانصرف عنه مغضباً فاتبعه أبو بكر قال أبو بكر: ثم ندمت على ما كان فسألته أن يغفر لي، أي أن يستغفر لي فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهي فأبى، وفي رواية: (فتبعته إلى البقيع حتى خرج من داره وتحرّز مني بداره) فاعتذر أبو بكر إلى عمر فلم يقبل منه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- يغفر الله لك يا أبا بكر)" ثلاثاً" ثم إن عمر ندم فذهب إلى بيت أبي بكر الصديق – رضي الله عنه- لكي يصافيه ويعتذر منه، فسأل عنه فقالوا: خرج من المنزل، فذهب عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فوجده عنده، فلما سلم عمر وجلس عنده جعل وجه النبي - صلى الله عليه وسلم- يتمعر يعني تذهب نظارته من الغضب، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم -أبيضاً جميلاً كأنّ القمر يجري في وجهه - صلى الله عليه وسلم- فجعل وجهه يحمر من الغضب .وفي رواية:" فجلس عمر فأعرض عنه النبي - صلى الله عليه وسلم- ثم تحول فجلس إلى الجانب الآخر فأعرض عنه، ثم قام فجلس بين يديه فأعرض عنه، فقال عمر: يا رسول الله ما أرى إعراضك إلا لشيء بلغك عني، فما خير الحياة وأنت معرض عني"؟ أي خير لي في هذه الحياة إذا كنت معرضاً عني، فقال: (أنت الذي اعتذر إليك أبو بكر فلم تقبل منه؟! وفي رواية: (يسألك أخوك أن تستغفر له فلا تفعل) فقال: والذي بعثك بالحق ما من مرة يسألني إلا وأنا أستغفر له، وما خلق الله من أحدٍ أحب إلي منه بعدك" فقال أبو بكر: "وأنا والذي بعثك بالحق كذلك".
ولما تمعر النبي - صلى الله عليه وسلم- أشفق أبو بكر أن يكون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لعمر ما يكره، فجثا أبو بكر أي برك على ركبتيه وهو يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم- : والله أنا كنت أظلم، قال ذلك؛ لأنه كان هو البادئ، فجعل أبو بكر يعتذر حتى لا يجد النبي - صلى الله عليه وسلم- في نفسه على عمر.
يقول أبو بكر: أنا كنت أظلم ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم- بين فضل الصديق – رضي الله عنه- فأخبرهم بأن الله بعثه فقلتم: (كذبت، وقال أبو بكر: صدقت، وواساني بنفسه وماله). وآساني من المواساة، وصاحب المال يجعل يده ويد صاحبه في ماله سواء، ولهذه سميت مواساة. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- "فهل أنتم تاركو لي صاحبي" وفي رواية : " تاركوه " وجزم بعضهم بأن خطأ ووجه بعضهم ببعض الوجوه في اللغة لما قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم- فهل أنتم تاركو لي صاحبي فهل أنت تاركو لي صاحبي فما أ بعدها.



فوائد القصة:

1. فضل الصديق - رضي الله تعالى عنه- ومكانته في الإسلام: فهو السابق إلى الإسلام، وأكثر من نفع الدعوة على الإطلاق، واسى النبي - صلى الله عليه وسلم- بأهله، وماله، ونفسه، ولما جعل الكافر بخنق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يذب عنه، ويقول: {أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله}([2])، وهو الذي دفع ماله كله في سبيل الله، وهو الذي حمى النبي - صلى الله عليه وسلم- في الهجرة

2. أن الفاضل لا ينبغي له أن يغاضب من هو أفضل منه:.
3. جواز مدح المرء في وجهه إذا أمنت الفتنة

 4. أن الغضب يحمل الإنسان على ارتكاب خلاف الأولى،

5. أن الفاضل في الدين يسرع الرجوع إلى الحق :

6. استحباب سؤال الاستغفار والتحلل من المظلوم:

6 أن الإنسان لا ينبغي له أن يرد اعتذار من اعتذر إليه

7. أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يعرف بالتوسم حال أصحابه:

8. أن الإنسان إذا أراد أن يستسمح من آخر فليأته في بيته:

9. أن الإنسان إذا حدثت بينه وبين أخيه مشكلة لم يستطع أن يحلها فإن عليه أن يلجأ إلى الله ثم إلى أهل العلم، وأن يقص القصة دون زيادة ولا نقصان:

 10. تواضع أبي بكر الصديق - رضي الله عنه-: وذلك لما جعل يقول: " والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم"

11. أن الفاضل ينبغي أن لا يؤذى، وإنما يحفظ حقه وينشر فضله؛ كما أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "هل أنتم تاركو لي صاحبي" فينبغي أن يشهر وتنشر فضائله بين الناس؛ إذا كان له سابقة وفضل، وأن ينوه بسابقته وفضله حتى يترك الناس إيذاءه ويعرفوا مقداره وقيمته وحقه، فيكفوا شرهم عنه. فقال - عليه الصلاة والسلام-:"إني رسول الله إليكم جميعاً فقلتم: كذبت وقال أبو بكر صدقت، وواساني بنفسه وماله فهل أنت تاركوا لي صاحبي"، فنوه بفضله، وقيمته، ومنزلته حتى لا يعتدي عليه.
12. أن الإنسان المخطئ عليه أن يخشى على نفسه من العقوبة: ولذلك عمر - رضي الله عنه- لما جاء جلس عن يمين النبي - عليه الصلاة والسلام - ثم عن شماله ثم بين يديه، ثم قال: يا رسول الله فما خير الحياة وأنت معرض عني. يقول إذا أنت غضبت علي فلا خير في العيش لي، إذا غضبت علي فلا يمكن أن يطيب لي عيش، وأنت علي غضبان.
13. ينبغي استرضاء العالم والقدوة والكبير إذا غضب، ويسارع إلى التخفيف من غضبه، ويبادر إلى الاعتذار منه، وطلب عفوه ومغفرته.
14. فضيلة الإعلان بالرجوع عن الخطأ؛ لأن بعض الناس لا يقوى على الإعلان بالرجوع عن الخطأ، وإنما يريد أن يعتذر سراً وليس أمام الناس ولكن أبا بكر يقول و يعتذر أمام الناس "أنا كنت أظلم" أمام الجميع، وعمر جاء يعتذر أمام الجميع فلم يكن ليمنعهم عن إظهار الاعتذار أن يكون بعض الناس حاضرين ويقولون كما هو لسان حال بعض الناس اليوم يقولون نحفظ ماء وجوهنا؛ وإنما الصحابة ليس عندهم مانع أن يعتذر الإنسان ويعترف بخطئه أمام الآخرين.
15. أن أفضل رجلين في الإسلام بعد النبي - عليه الصلاة والسلام- ما نقص من قدرهما، ولا من قيمتها أنهما أخطئا، فرجعا عن خطئهما: فهذه القصة نشرت وذكرها المؤلفون في كتبهم، فلا يجد الإنسان في نفسه حرجاً من أ نه إذا أخطأ أن يتوب ويعتذر ويطلب العفو والمسامحة، فخطأ أبو بكر وعمر- رضي الله عنهما- يعلمنا كيف نتعامل مع من أخطاء، وكيف نعتذر، وهذه من بركتهما أنهما أخطأ من أجل بيان ما ينبغي عليه الإنسان إذا أخطأ على صاحبه ورفيقه.
 للآخرين، من نشر العلم وإيصال والهداية إلى الآخرين، والتسبب في إنقاذ ناس من النار ولذلك الصديق من أسباب علو منزلته قال: وواساني بنفسه وماله فتصديق أبو بكر للداعية الأول، النبي - صلى الله عليه وسلم-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق