الأربعاء، 15 فبراير 2012

عظات وعبرات من حياه الرسول صلي الله عليه وسلم


عظات وعبرات من حياه الرسول صلي الله عليه وسلم
حياه الرسول صلي الله عليه وسلم مليئه بالعظات والعبر التي لم تكن في شخصيه رسول الله من قبيل الصدفه. لكنها علي ايه حال لكل منها مدلول معين يقصد به الله سبحانه وتعالي مقصد معين الله يعلمه يقينا ونحن نحاول ان نجتهد في الوصول الي هذا المدلول بقدر ما يفتح به الله علينا
1- أنه كلما كان الداعية إلى الله، أو المصلح الاجتماعي في شرف من قومه، كان ذلك أدعى إلى استماع الناس له، فإن من عادتهم أن يزدروا بالمصلحين والدعاة إذا كانوا من بيئة مغمورة، أو نسب وضيع، فإذا جاءهم من لا ينكرون شرف نسبه، ولا مكانة أسرته الاجتماعية بينهم، لم يجدوا ما يقولونه عنه إلا افتراءات  من هذه الافتراءات السحر والكهانه والشعر  يتحللون بها من الاستماع إلى دعوته، والإصغاء إلى كلامه، ولذلك كان أول ما سأل عنه هرقل أبا سفيان بعد أن أرسل الرسول إلى هرقل كتابا يدعوه فيه إلى الإسلام هو وقومه: كيف نسبه فيكم؟ فأجاب أبو سفيان وهو يومئذ على شركه: هو من أشرفنا نسبا، ولما انتهى هرقل من أسئلته لأبي سفيان، وسمع جوابه عنها، أخذ يشرح له سر الأسئلة التي توجه بها إليه حول محمد « رسول الله صلى الله عليه وسلم» فقال له هرقل: سألتك كيف نسبه فيكم؟ فزعمت أنه من أشرفكم نسبا، وكذلك لا يختار الله النبي إلا من كرام قومه، وأوسطهم نسبا. ونوع ان نلفت انظاركم ان موضوع النسب يخص الداعيه او الرسول وذلك حتي يسد الثغرات التي يريد اعداء الله الدخول من الي صرف انظار عن الداعيه اوالرسول ونجد أن الإسلام لا يقيم وزنا لشرف الأنساب تجاه الأعمال، ولكن هذا لا يمنع أن يكون الذي يجمع بين شرف النسب وشرف الفعل، أكرم وأعلى مكانا وأقرب نجاحا، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: « خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا».
هناك سؤال قد يراود الكثير منا انه لماذا تعرض الرسول صلي الله عليه لكل هذا الكم من الالم واليتم وضيق العيش ؟
2- أن في تحمل الداعية آلام اليتم أو العيش، وهو في صغره ما يجعله أكثر إحساساً بالمعاني الإنسانية النبيلة، وامتلاءً بالعواطف الرحيمة نحو اليتامى أو الفقراء أو المعذبين، وأكثر عملا لإنصاف هذه الفئات والبر بها والرحمة لها، وكل داعية يحتاج لأن يكون لديه رصيد كبير من العواطف الإنسانية النبيلة التي تجعله يشعر بآلام الضعفاء والبائسين، ولا يوفر له هذا الرصيدَ شيءٌ مثلُ أن يعاني في حياته بعض ما يعانيه أولئك المستضعفون كاليتامى والفقراء والمساكين.
لماذا كانت البعثه للرسول في مكه دون غيرها من الاماكن الخضراء المليئه بالخضره والماء والتمدن وبيئه الحروب الطاحنه الدائره بينهم  ؟
3- كلما عاش الداعية في جو أقرب إلى الفطرة، وأبعد عن الحياة المعقدة، كان ذلك أدعى إلى صفاء ذهنه، وقوة عقله وجسمه ونفسه، وسلامة منطقه وتفكيره، ولذلك لم يختر الله العرب لأداء رسالة صدفة ولا عبثا، بل لأنهم كانوا بالنسبة إلى من يجاورهم من الأمم المتمدنة أصفى نفوسا، وأسلم تفكيرا، وأقوم أخلاقا، وأكثر احتمالا لمكاره الحروب في سبيل دعوة الله ونشر رسالته في أنحاء العالم.
لماذا عمل الرسول منذ صغر سنه في اعمال شاقه ؟
4- ينبغي للداعية أن يعتمد في معيشته على جهده الشخصي، أو مورد شريف لا استجداء فيه، ولا ذلة ولا مهانة.
إن الدعاة الصادقين الشرفاء يربؤون بأنفسهم أن يعيشوا من صدقات الناس وأعطياتهم، وأية كرامة تكون لهم في نفوس قومهم بعد أن يهينوا أنفسهم بذل السؤال والاستجداء ولو لم يكن صريحا مكشوفا. فإذا وجدنا من يدعي الدعوة والإرشاد، وهو يستكثر من أموال الناس بشتى أنواع الحيل، فإننا نجزم بمهانة نفسه في نفسه، فكيف في نفوس قومه وجيرانه؟ ومن ارتضى لنفسه المهانة، فكيف يستطيع أن يدعو إلى مكارم الأخلاق، ويقف في وجه الطغاة والمفسدين، ويحارب الشر والفساد، ويبعث في الأمة روح الكرامة والشرف والاستقامة؟
 لماذا نجا الله الرسول من اي شئ يشوب سمعته او سلوكه لو باي قدر حتي لو ما يحدث مع اي من البشر بفعل السن او البيئه او الاهل ؟
5- إن استقامة الداعية في شبابه وحسن سيرته أدعى إلى نجاحه في دعوته إلى الله، وإصلاح الأخلاق، ومحاربة المنكرات، إذ لا يجد في الناس من يغمزه في سلوكه الشخصي قبل قيامه بالدعوة، وكثيرا ما رأينا أناسا قاموا بدعوة الإصلاح، وبخاصة إصلاح الأخلاق، وكان من أكبر العوامل في إعراض الناس عنهم ما يذكرونه لهم من ماض ملوث، وخلق غير مستقيم، بل إن الماضي السيء يكون مدعاة للشك في صدق هؤلاء الدعاة، بحيث يتهمون بالتستر وراء دعوة الإصلاح لمآرب خاصة، أو يتهمون أنهم ما بدؤوا بالدعوة إلى الإصلاح إلا بعد أن قضوا لُبانتهم [حاجتهم] من ملذات الحياة وشهواتها، وأصبحوا في وضع أو عمر لا أمل لهم فيه بالاستمرار فيما كانوا يبلغون فيه من عرض أو مال أو شهرة أو جاه.
أما الداعية المستقيم في شبابه، فإنه يظل أبدا رافع الرأس ناصع الجبين، لا يجد أعداء الإصلاح سبيلا إلى غمزه بماض قريب أو بعيد، ولا يتخذون من هذا الماضي المنحرف تكأة للتشهير به، ودعوة الناس إلى الاستخفاف بشأنه.
نعم إن الله يقبل توبة التائب المقبل عليه بصدق وإخلاص، ويمحو بحسناته الحاضرة سيئاته المنصرمة، ولكن هذا شيء غير الداعية الذي ينتظر لدعوته النجاح إذا استقامت سيرته وحسنت سمعته.
لماذا عمل الرسول بالتجاره وتميز بكثره الترحال ومخالطه الناس علي اختلاف مكانتهم و مستواياتهم المعيشيه ؟
6- إن تجارب الداعية بالسفر، ومعاشرة الجماهير، والتعرف على عوائد الناس وأوضاعهم ومشكلاتهم، لها أثر كبير في نجاح دعوته، فالذين يخالطون الناس في الكتب والمقالات دون أن يختلطوا بهم على مختلف اتجاهاتهم، قوم مخفقون في دعوة الإصلاح، لا يستمع الناس إليهم، ولا تستجيب العقول لدعوتهم، لما يرى فيهم الناس من جهل بأوضاعهم ومشكلاتهم، فمن أراد أن يصلح المتدينين عليه أن يعيش معهم في مساجدهم، ومجالسهم، ومجتمعاتهم، ومن أراد أن يصلح حال العمال والفلاحين، عليه أن يعيش معهم في قراهم، ومصانعهم، ويؤاكلهم في بيوتهم، ويتحدث إليهم في مجتمعاتهم، ومن أراد أن يصلح المعاملات الجارية بين الناس، عليه أن يختلط بهم في أسواقهم، ومتاجرهم، ومصانعهم، وأنديتهم، ومجالسهم، ومن أراد أن يصلح الأوضاع السياسية، عليه أن يختلط بالسياسيين، ويتعرف إلى تنظيماتهم، ويستمع لخطبهم، ويقرأ لهم برامجهم وأحزابهم، ثم يتعرف إلى البيئة التي يعيشون فيها، والثقافة التي نهلوا من معينها، والاتجاه الذي يندفعون نحوه، ليعرف كيف يخاطبهم بما لا تنفر منه نفوسهم، وكيف يسلك في إصلاحه معهم بما لا يدعوهم إلى محاربته عن كره نفسي، واندفاع عاطفي.
وهكذا يجب أن يكون للداعية من تجاربه في الحياة، ومعرفته بشؤون الناس، ما يمكنه من أن يحقق قول الله تعالى:{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125]، وما أبدع القول المأثور: خاطبوا الناس على قدر عقولهم؛ أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟
لماذ كان التهجد وقيام الليل فرضا في حق النبي صلى الله عليه وسلم، مستحبا في حق غيره ؟
7- يجب على الداعية إلى الله أن تكون له بين الفينة والفينة أوقات يخلو فيها بنفسه، تتصل فيها روحه بالله جل شأنه، وتصفو فيها نفسه من كدورات الأخلاق الذميمة، والحياة المضطربة من حوله، ومثل هذه الخلوات تدعوه إلى محاسبة نفسه إن قصرت في خير، أو زلت في اتجاه، أو جانبت سبيل الحكمة، أو أخطأت في سبيل ومنهج أو طريق، أو انغمست مع الناس في الجدال والنقاش حتى أنسته ذكر الله والأنس به وتذكر الآخرة، وجنتها ونارها، والموت وغصصه وآلامه، ولذلك كان التهجد وقيام الليل فرضا في حق النبي صلى الله عليه وسلم، مستحبا في حق غيره، وأحق الناس بالحرص على هذه النافلة هم الدعاة إلى الله وشريعته وجنته، وللخلوة والتهجد والقيام لله بالعبودية في أعقاب الليل لذة لا يدركها إلا من أكرمه الله بها، وقد كان إبراهيم بن أدهم رحمه الله يقول في أعقاب تهجده وعبادته: نحن في لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها.
وحسبنا قول الله تبارك وتعالى مخاطبا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا، نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ، إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل: 1-7].

هناك تعليق واحد:

  1. اللهم صل وسلم على سيدنا وحبيبنا ونبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم

    ردحذف